عشرةُ أمتارٍ من الضوء.

مرحبًا! رمضانكم مُبارك ()

أرغب بالتدوينِ بشكلٍ يومي، لكنني أعلم يقينًا أن الأمر شبه مستحيل لذا لن أقطع وعودًا ثمّ أحمل عبئها فوق ظهري.. لا بأس، أكتب كثيرًا في دفتري الخاص، ربما لأنه المكان الوحيد الذي لا يطلع عليهِ أحد، علاقتي مع الكتابة اليدوية تزدهر! هي ذي بوادر أملٍ أخيرًا.. .

(١)

مصابيح دافئة.

منذ أيام، طُلب مني تسليم محتوىً دينيّ فأجريتُ بعض البحث وبدأت بجمع المواد، وفي الليلة الماضية مر عليّ اقتباس من رقائق القرآن وكان فيما معناه أن على الإنسان طلب العونِ على العبادة، أن يطلب من الله العون والمدد ليكون عبدًا صالحًا مطيعًا خاشعًا.. بدليلِ قوله تعالى: [ ربّ اجعلني مًقيم الصلاة ومن ذرّيتي ربنا وتقبل دعاء ] وأظن أن الأمر استوقفني للحظات، وتمنيتُ لو أنني أرزق بهذه المعونة ولو بالقدرِ الذي يجعلني قادرةً على استشعار روحانية رمضان.. في وقتٍ متأخر من الليلة نفسها، خرج أخي لشراء بعض الزينة الرمضانية لأطفالِ الحارس لتحفيزهم وإسعادهم، وحين قام بعرضها عليهم قبلوا بعضها ولم يقبلوا الآخر، أو لنقل: لم يُبدوا حماسًا بشأنه.. فآثر الاحتفاظ بها، من بين تلك الأشياء كانت مصابيح صفراء، تلك المصابيح الصغيرة الاعتيادية المُستخدمة في الزينة، رغبتُ فيها بشدةٍ منذ وقتٍ طويل، وكنتُ كلما رأيت متجرًا يبيعها بحثتُ من بين المعروض عن لونٍ أصفر دافئ، ولكنّي -سبحان الله- كنتُ أجد كل الألوانِ عدا ما أريد، لذا حين أتى أخي ممسكًا إياها؛ اشتريتها منه بحماسةٍ غامرة أسعدت كلينا، وربما أسعدني الله بهذا القدر جبرًا لخاطره! علقتها على الرفّ فوق سريري وأخذت أتأملها.. عشرة أمتارٍ من الضوء الذي أنار قلبي! فكرت: بدأت أشعر أن الليلة هي ليلة الأول من رمضان بالفعل.. وابتسمت! الله يسمعني.. نمتُ البارحة دون إطفائها، كنت مبتهجةً كطفلة..

    

(٢)

بيتُ الشمس.

البارحة أيضًا، زرتُ بيتًا جديدًا قد يكون بيتي وقد لا يكون، سنقرر بشأن هذا قريبًا، لكنه أبهجني، الشمس تحتضنه من جميع الجهات، وجدرانه مطليّة بلوني المفضّل، والمطبخُ صغيرٌ وبإمكاني تخيل نباتاتي الصغيرة مستقرةً في زواياه، يحوي بعض العيوب بالتأكيد لكن يغلبُ عليّ ميلٌ له.. أحب نعمة التخيل، نعمة أن أسير وشريكي بين غرفٍ فارغة، وأنظر إليه خلسةً -بشوق- وأنا أتخيل أحلامنا تتجسد في هذا الفراغ.. سنضع مكتبك هنا – ستكون هذه زاويتي المفضّلة – نحتاج بعض الرفوفِ هنا – …” هذا النوع من التعليقات المتبادلة غمرني بالألفة.. أرجو أن يُتم الله علينا نعمته، وأن يتيسّر الحال وتُفتح من أجلنا أبواب الرزق جميعًا.. وأن نستقر في مكان رحب، لطيف، يُشبهنا ويريحنا، ويسع كل تخيلاتنا وأحلامنا، يارب العالمين..

(٣)

أنوارُ الأنبياء.

استمعتُ مع إخوتي إلى حلقةِ اليوم من برنامج أنوار الأنبياء، لم أتابع قبلاً أ.أحمد السيد وسُررت بأسلوبه وبالهدوء والسكينة المنبعثة من حديثهِ عن الآيات.. تناول شرح آية ولم أكن بدعائك ربّ شقيّا وقد أثار شجوني كثيرًا بكلامه، في أحيان كثيرة، أشعر أن بابي الأحبّ هو الدعاء.. أحب أن أدعو! لنفسي ولأحبّتي وللناس.. ولم يُشقني ربي اللطيفُ الرحيم الكريم في هذا الباب أبدًا، سبحانه.. أوصي بهذا البرنامج بشدّة! الحلقة نصف ساعةٍ فقط يمكنكم الاستماع إليها صوتيًا أو مشاهدتها عبر قناة (على مُكث) في تيليجرام.. يحكي باختصارٍ عن طرق الأنبياء في العبادة، في الدعاء، في التعامل مع الله.. يُرقق القلب ويبعث على التفكر..

(٤)

إضاءات.

مقالاتٌ قرأتها هذه الأيام وأحببتها:

هيفاء القحطاني – مقالات ثمانية + منصة معنى – الخوف من فوات الشيء.

ومؤخرًا، أحب قراءة ما تكتبه شيماء سعد ودلال العمودي، تمتلكانِ بلاغةً عجيبة وعذبة!

ختامًا.. أمنياتي وخططي لهذا الشهرِ ليست بالهيّنة، لكن كل شيءٍ على الله هيّن.

آمل فقط أن يمنحني الله القوة والعزيمة لتحقيقها، لأكون راضيةً عن نفسي..

دمتم بخيرٍ وطاعة وسلام.

تعليق واحد

  1. الله يسعدك ياياسمينتنا 🥺❤️

    Liked by 1 person

  2. هل تصدقين وأنا كذلك، ازداد خطي جمالا وصرتُ أسرع في الكتابة، كما صار أسلوبي أحسنَ كثيرًا، كلّ ذلك بفضل الكتابة على الورق! فوجئتُ بكلّ تلك المزايا بعد أن امتلأ دفترُ مذكارتي بالكثير من الأمور، صارَ المفضّل عندي، ولعلي بسببه صرتُ مقصرة تجاه المدونة💔😂
    “بيتُ الشمس” ذكرني بالبيت المفضّل عند آن ” بيتٌ أصفرُ جميل” لا تزال نبرة الشغف المصاحبة لحديثها عن ذلك البيت ترنّ في أذني كلما استحضرتها!
    أخيرًا… أين أجد مقالات دلال العامودي؟

    إعجاب

  3. Yasmin

    ياسمينا.🤍🤍🤍🤍🤍🤍
    اسمي يشبه اسمك و أحبه كثيرا و أحب كتاباتكِ و توثيقك للحظات السعيدة.🥺
    شعرت بدفء و أنا أقرأ هذه النصوص، بلغك الوهاب من الخير فوق ما تتمنين.

    Liked by 1 person

أضف تعليق