فديتك روحي يا روحَ الفؤاد..

فديتكِ روحي يا روح الفؤاد..

بعد سماع هذه الأبيات أكثر من مرة، خطر لي فجأةً أنها تذكرني بالمهندس أيمن عبدالرحيم وزوجته شيماء عليّ.. في عالمِ (السوشيال ميديا) نرى نماذج كثيرة من حيوات الأزواج والأحبّة، أحيانًا يُتاح لنا أخذ فكرةٍ عن سير أيام شخصين، همومهما، سعادتهما، إنجازاتهما.. وحتى مبلغ حبهما لبعضهما، وأجد الأمر لطيفًا جدًا -وإن اختلف البعض معي- لكنني أحب ذلك فعلاً، ربما لأن العالم عامرٌ بكثيرٍ من الكراهية؛ أحب تأمّل المحبّة، المحبّة البسيطة..

المهندس أيمن أسير منذ ٢٠١٨،  كل من يعرفه -ولو عبر محاضرةٍ سمعها مصادفةً- حزين من أجله! ندعو له، ونبتهل إلى الله أن يخرجه سالمًا مُعافى وأن يجمعه بأهلهِ وبناته، لا ينفك الناس عن سماع دوراته ونشرها، يسترجعون أيامه ويسردون المواقف التي جمعتهم به على سبيلِ الحسرة الممزوجة بالحنين.. أرتاح لرؤية الخيرِ في قلوبهم وأبتسم، ولكن، حين تحكي زوجته شيماء عنه؛ أبكي دائمًا.. أعني، أضع نفسي محلها لوهلة! مجرد التفكير بعدم قدرتي على رؤية زوجي -قسرًا- تبعث على ألمٍ عظيم، ولكن إن كان معذّبًا؟ متعبًا؟ وحيدًا؟ بعيدًا؟ جائعًا.. ولستُ أملك أنا من الأمر شيء! أظنها معاناةٌ أكبر مما أحتمل. شيماء امرأة قويّة تبارك الله، زوجة وأمٌ عظيمة [قصرٌ بوجهِ الخطوب!].. بيد أنها تضعف أحيانًا وتُبكيني معها، كتبت مرةً: لا نكف عن التخيل. تضربنا الأحلام كل يوم، حتى إذا صار حقيقة؛ كم من الوقت سأحتاج يومها لأفرّق بين ما أرى في منامي كل يوم وما هو واقع أمامي لا مراء فيه؟ لكنّ واقعًا سعيدًا تأملهُ لم يأتِ بعد.. فاللهم ردّ عليها زوجها واجعله بُشرى رمضانها هذا العام وبهجة عيدها ودفء عمرها كلّه، يارب..

 

تذكرتك.. وتذكرتُ قوله لكِ: ما أردتُ أن أكون شاعرًا إلا لكي يُقال أيمنَ شيماء“ وهذه القصيدة -وياربّ سامحني لهذا التطفل- لكن.. كما لو أنّها من أيمن لشيماء!

 

فديتك روحي يا روح الفؤاد، هواك ملاك برغم البعاد

فأنت شطري بكل المداد، شريكة عمري، في أسري وقهري

في خطوي وصبري بدربِ الجهاد..

 

يا بسمة روحي في وجه السجون، يا نسمة ليلي طويل السكون

يا رسمة نور كبدرٍ تكون، يا خير العطايا في وجه الرزايا

خُطاكِ خطايا.. يا زوجي المصون..

 

أيا وجه صبحٍ يبثّ الهيام، وخيرًا يهلّ كقطر الغمام..

و حبًا يزيح هموم الظلام، بقلب صبور، وروحٍ تفور

بنثر الزهور وفيض السلام..

 

تمرّ السنينَ وراء السنين، وصبركِ يبعث فيا اليقين..

يهدهد روحي بذاك الحنين، بقيدٍ سيُكسر وسجن سيُقهر

وبيت سيُعمر.. بشملٍ متين!

 

تركتكِ قصرًا في وجه الخطوب، خطوبًا تزلزلُ عصفًا تجوب

فكنت الصباح بهذه الدروب، رعيتِ البنين بنهجٍ أمين

و كنت السكينة  لهذه القلوب..

 

إليك وفائي يا نبع الوفاء، حنانيك حبًا كمدّ السماء

وقلب متيم نديّ الصفاء، فأنتِ شراعي ومنكِ شعاعي 

و فيكِ يَراعي  يسوغ البهاء..

 

حماك إلهي يا كنز الدرر، جزاك أجورًا تفوق الصور

ثباتكِ عند وقوع القدر، بعزمٍ كساني يا ملجأ أماني

يا بأس جناني في وقت الخطر!

 

فديتك روحي يا روح الفؤاد، هواك ملاك برغم البعاد

فأنت شطري بكل المداد، شريكة عمري، في أسري وقهري

في خطوي وصبري بدربِ الجهاد..”

 

 

رد الله عليكِ غائبك ورزقكم بركة الوقت ليكون جمعكم شفاء لكل ذلك الغياب💕

تعليق واحد

  1. التنبيهات: فديتك روحي يا روحَ الفؤاد.. — ياسمين محمد ✿ | فَلَك

أضف تعليق