عَدْو امرأةٍ عاديّة

(١)

في ظلمة الغرفة، تمدّ حليمة يدها باحثةً عن هاتفها تحت الوسادة، وبعينينِ مُثقلتين تنظر إلى شاشةٍ خُفّضت إضاءتها لأقصى حد ممكن، الساعة هي الثالثة صباحًا، لماذا استيقظت الآن؟ لا تدري، تنهض بالتثاقل ذاته لتمرّ بغرفة أطفالها الثلاثة، سعدٌ وسعيد التوأمانِ اللذان يبلغان ثلاثة أعوام، وضُمّ إليهم حديثًا لؤي، في محاولةٍ بائسة لجعله ينام مع إخوته واسترجاع مساحتها من السرير، أتمّ عامًا لتوه، تعلم أنها تتعجل الأمر.. تلقي نظرةً سريعة، الأمن مستتب والجميع في نومٍ عميق، تبتسم بحنان قبل أن تعود لغرفتها.. زوجها نائم بعمقٍ هو الآخر، أحيانًا تشتاق إليه حتى وهو جالسٌ إلى جوارها، تشتاق لحديثٍ طويل معه دون مقاطعة، لليلةٍ حُلوة تنعم فيها بنومٍ هادئ بين ذراعيه دون أن تضطر لنزعهما بلطفٍ عنها لتنهض وتدخل صغيرها دورة المياه، أو تتفقد الباكي وترضعه، أو تجالس من مسّه أرق! من الطريف كيف يتبادل ثلاثتهم الأدوار كل يوم في تناسق مدهش.. تشتاق لنظرة الإعجاب في عينيه، أن تكون مرتبةً تمامًا! ملابس جميلة، شعرٌ مصفف، جسد ناعم رطب، وجهٌ مزيّن.. كما الماضي لا أكثر، لكنّ هذا يستغرق وقتًا، ولنفرض أنها نجحت في إتمام كل هذا خلال ساعة من الهدوء النادر؛ فالساعة التي تليها ستغير حفاظات متسخة وتطعم أفواه جائعة وتهدهد أجساد صغيرة بأياد تعبث في كل شيء ابتداءً من أنفها ومرورًا بحُليها وانتهاءً بأصابع قدميها.. قطعت حبل أفكارها بنفسها فجأة وهي تغمغم: “يا إلهي حليمة، لن نعيد شريط الرثاء ذاته مجددًا” ثم استلقت فوق فراشها محاولةً النوم..

 

(٢)

تساءَلت مرةً: هل يلاحظ أحد الوقت الذي تستغرقه الأشياء البسيطة حين تجتمع؟ جمع سِلال المهملات وتبديل أكياسها الملآنةِ بأخرى فارغة، تلميع مرايا المنزل، تنظيف أدوات التنظيفِ ذاتها، ملء زجاجات المياه الفارغة، ترتيب الثلاجة، إعادة تعبئة برطمان السكر، تغيير شراشف الأسرة، تبديل مناشف دورات المياه، ملء عبوّات الصابون، قصّ أظافر الأطفال.. أشياءٌ لا يلاحظها أحدٌ عادة إلا إذا بلغ الإهمال مبلغه.. ولا ثناء عليها ولو بملاحظةٍ بسيطة، أعني، من يقول: “آه ملأتِ برطمان السكر؟ أحسنتِ” لا أحد. كل تلك الأشياء الصغيرة تقوم بها ربّة المنزل لا لشيءٍ سوى لأنها امرأة نظيفة مهتمة براحة من تقوم على رعايتهم راحةً تامة، لكن نعودُ للسؤال الأساسي، هل يلاحظ أحد الوقت الذي تستغرقه هذه الأمور؟ أقلها بساطةً ثلاثُ دقائق وأكثرها تعقيدًا خمسة عشرة دقيقة، أي أن تلك الأمور قد تأخذ نصف ساعةٍ في المتوسط، لأننا بالطبع لا نقوم بها مجتمعة كل يوم، ثم هناك الأعمال الكبيرة اليومية التي لا يستقيم منزلٌ دون أدائها، جلي الصحون، غسل الملابس وجمعها وتوزيعها في الخزائن، كنس الأرضيات -وخصوصًا في حضرةِ الأطفال- تحضير الوجبات الثلاثة وأطعمة خاصة لصغيري ذو العام الواحد، ترتيب الغرف، ثمّ العناية بنظافتي الشخصية، أنا وثلاثة آخرين! إنني أعدو طوال النهار، أعدو دون أن أصل إلى أي مكان.. في نهاية اليوم؛ الصحون في المجلى، والملابس المتسخة تملأ السلة، الألعاب متناثرة، وفُتات الطعام في كل مكان، وفي الغد؟ سأكرر الأمر نفسه، غدًا وبعد غد، وبعد غد، وربما لسنينَ لن تُعد كما يقول جُويدة!

 

(٣)

لم تكن تحبّ البوح بمشاكلها كثيرًا، ولكنها انفتحت ذات مرةٍ وصارحت صديقتيها ليلى ووعد بمشاعرها وأزمتها في إيجاد الراحة، وكان الردّ صادمًا بالنسبة إليها، قالت ليلى بتعجبٍ شديد: “كيف يضيع يومكِ كله في الأعمال المنزلية والعناية بالأطفال! أعني، بالله عليك؟ الأعمال المنزلية! لديّ طفلان أيضًا لذا صدقيني لابدّ من وجود خطأ ما، تعلمين أن عاملة أمي تمر ببيتي كل صباح وتنهي كل الأعمال في ساعتين ونصف؟” وتوقفت برهة لتلتقط أنفاسها قبل أن تكمل مشددة: “كل الأعمال إضافةً لطبخ الوجبة الأساسية! وحتى أنها تقوم بكيّ الملابس أحيانًا، أقول لك، ساعتين ونصف فقط!” بقيت صامتة.. لديها عشرات الردود، يمكنها أن تهزأ وتخبرها بأنها مرفّهة لكنها ليست وقحة فلن تفعل، يمكنها أن تخبرها بأن العاملة تنام ملء عينيها وتستيقظ بكامل نشاطها، تنفذ مهماتٍ محددة تنال أجرًا محترمًا عليها، دون مقاطعة أشقياء صغار، دون صخب، دون الحاجة للتفكير والعجلة! هي، على سبيل المثال، لا تتفقد الثلاجة وتفكر في طبخة اليوم وفي المكونات الناقصة، لا تفكر في كونِ فلانٍ لا يأكل هذا وآخر يحب ذاك! تطبخ ما تقررينه أنتِ، عليك مسؤولية القرار فحسب.. لديها الكثير من الكلام تود قوله، لكنها اختارتِ الصمت، خصوصًا بعد سماعِ تعليق وعد أيضًا: “حليمة، عليك أن تعيشي بطريقة أبسط، ماذا سيحدث إن بقي المنزل مهملاً لبعض الوقت ونظيفًا حين تتفرغين لذلك؟ أي فرقٍ سيشكله هذا الأمر؟ البيت بيتك، فلا تبالغي، ولا تجعليها عادةً أن يروا كل شيء مثاليًا حتى لا يضيقوا ذرعًا بتقصيرك لاحقًا” مثالية أمام من؟ ثلاثة أطفالٍ يحتاجون طعامًا مغذيًا وبيئة صحية؟ أم زوجًا يعود مرهقًا كل يوم من عمله توّاقًا لمُستراح؟ صحيح.. لا أحد سيفهمها، أحيانًا على المرء إيجاد سبيلٍ للنجاة وحده.

 

(٤)

لم تكن علاقتها بوالديها سيئة إلا مؤخرًا، إذ انطوت على كثيرٍ من اللوم والعتاب في كل اتصال، تقول أمها: “لا تهاتفيننا، وعذرك دائمًا مشغولةٌ مشغولة! لا أفهم، أأنتِ أول امرأة تنجب الأطفال في الدنيا؟ في مثل سنّك كان لدي أنتِ واخوتك الأربعة ولم أملأ الدنيا صياحًا ونواحًا وأتعذّر بانشغالٍ أوهم نفسي به فقط لأني أريد عيش دور الأم المعذبة” ردّت بلطف: “لم أملأ الدنيا صياحًا يا أمي، أخبركِ فقط بسبب نسياني الاتصال بكِ اليومين الأخيرين، وعلى أية حال سأكون أكثر حرصًا” استمر التقريع دقائق أخرى ثمّ انتهت المكالمة بعد مزيدٍ من الأسف والوعود.. فكرت حليمة: تدريبُ التوأم على خلع الحفاظ، وتعويدهما على تناول الطعام بشكلٍ لائق، قضاء وقتٍ في اللعب التعليمي والممتع، مساعدة لؤي على المشي.. ثمّ الحفاظ على عقلٍ يقظ للكوارث، ونفسٍ رحبة للحوادث، وأعصابٍ من حديد أو جليد، أيهما أقرب.. وابتسامة واسعة وقلب عطوف متماسك، في محاولةٍ دائمة لئلا أكون «ماما غضبانة» وبالكاد أنجح، يقول الجميع: “أثناء لعبِ أطفالك، تواصلي مع الآخرين، افعلي هذا وافعلي ذاك” وكأن الطفل يجلس ببراءةٍ وسعادة في زاوية غرفته منهمكٌ باللعب! وكأنه لا يستكشف اللعبة لدقيقتين ثم يأتيك راكضًا مطالبًا بالمشاركة والرفقة! لا يمكن للمرء أن يحمل هاتفه دون أن تدسّ أنوفٌ صغيرة نفسها في شاشته، لا يمكن أن يتناول طعامًا يشتهيه وحده، مطلقًا. حتى لو أنهوا فطورهم للتوّ سينظرون إلى ما في يدكِ بأعين فضولية راغبة، باختصار؟ لا يمكن فعلُ أي شيء بصحبة الأطفالِ عدا المراقبة واللعب، وربما أداء بعض المهمات كطيّ الملابس مثلاً، وهذا -طبعًا- ما لم تمتد أيادٍ عابثة إليه.. “إذن؟ افعلي ذلك أثناء قيلولة النهار” مرحبًا؟ لا يطبخ الغداء نفسه! لا توجد إمكانية لتحقيق إنجازاتٍ خارج إطار الأمومة، ولو أن أحدًا يستطيع؛ فلستُ أنا.. وبعد هذا كله، لا يُقبل التذمر، الموظف يتذمر.. الطالب يتذمر، حتى الأب يتذمر.. أما الأم؟ يا لها من قاسية مدللة!

 

(٥)

في أحدِ الليالي وقبل أن تنام، كان عقلها مشغولاً بتحليل دواخلها، مرّت بعينيها على الوجوهِ الصغيرة قبل أن تغيم الرؤية بدموعها، رغم كل شيء، لا يمكنها أن تقضي يومًا واحدًا بدون ابتسامة أيٍ منهم، دون صوته الطفولي أو حركاته الشقية، لا تستبدل ذلك الأسر في غرفة ألعابهم بحرية الدنيا، أبدًا! تفهم أنها كل شيء في عالمهم، كل يوم تسمع: “ماما.. جوعان، زعلان، تعبان، نعسان، خائف، تعالي! احمليني، نامي بجانبي.. ماما، حضن؟ قبلة؟ العبي معي، انظري إليّ، ماما.. أحبك! تحبينني؟” وهذا الكمّ من المشاعر الصادقة؛ لا يعدلهُ شيء، يُذيب قلبها.. هي ليست حانقةً على دورها، بل مُتعبة من الركض، وهناك فرق هائل! إضافةً لذلك، في أعماقها، تشعر أن ذلك التعب كله؛ غير مرئي للآخرين.. في النهاية، من هي؟ امرأةٌ عادية.. لا يُخلف عَدْوها أثرًا يُرى! تعلم، تعلم أن الإنجاز الحقيقي هو أطفالها مستقبلاً، وأنها لن تندم على أيةِ لحظةٍ حين تراهم على قدرٍ من النظافة والتربية والأخلاق والاستقرار النفسي، لكنها هنا الآن، وتحتاج لمن ينظر إليها كل يومٍ ويذكرها بأنها تعمل طوال أربع وعشرين ساعة، حتى أثناء نومها! وأنها تستحق الإشادة والتمجيد والتقدير.. لا راتب آخر الشهر؟ لا مكافآت سنوية؟ لا حفلات الموظف المثالي؟ ولا عُطل آخر الأسبوع أو اجازاتٍ مرضية؟ لا بأس، تريد إذًا تصفيقًا حارًا، وتعليقات تستحسن كل ما تفعل وإن كان تافهًا، ربتة حانية، مساعدة فارقة! أي شيء عدا الاستهانة والتقليل من الجهد المبذول، لأن ما يحدث أمام أعينِ الآخرين، هو نقطةٌ في محيطٍ لا تدركه الأبصار..

 

(٦) 

تذكر أنها ذات مرةٍ قرأت تعليقًا على أحد منصات التواصل الاجتماعي، كان المنشور لامرأةٍ تشكو من عبء المنزل وتبحث عن عاملةٍ تساعدها، وكان التعليق لرجلٍ يقول: “أمهاتنا في الماضي كُن يفعلن أكثر مما تفعلن أنتنّ الآن، والبالُ رائق والجسد نشيط والبيت (عالِ العال) فواعجباه لنساء اليوم” فاستشاطت غضبًا.. ولأنها عادةً لا تخوض جدالاتٍ فارغة مع أشخاصٍ لا تعرفهم؛ أخذ الحنق يأكلها قبل أن تذكّر نفسها بأن الأمر لا يعنيها، فلا هي السائلة ولا هي المقصودة.. لكن حقًا؟ في الماضي، حياةُ الناسِ متقاربة، موحّدة، كلها مشاركة حقيقية.. أطفال الجيران يلعبون معًا ويتركون للأمهات متنفسًا، والرجال يعودون في الثانية مساءً فينشغل الأولاد بوجود آبائهم، لا توجد تحديات “وقت الشاشة” إذ لا شاشة أصلاً، وإن وُجدت فبرنامجٌ واحد موجه للأطفال لا يشكل السماح بمشاهدته أي مشاعر ذنب بل أهلاً ببعض الفراغ، لا توجد مغريات للنساء بحياة أسهل وأبسط وأمتع، إذ من النادر وجود من يعيش حياةً مختلفة، أو ربما لم يسمعوا بذلك أصلاً، فلا «مواقع تواصل» بعد! من الحماقة بما كان مقارنة جيلٍ بجيل بتلك السطحية، هناك الكثير من المتغيرات والمعطيات، وإن كنا سنخوض حربًا، فهناك الكثير ليقال! لكن.. هزّت حليمة كتفيها وهي تتمتم: نسأل الله المعافاة من كل جدالٍ سام لا يوصل إلى شيء سوى الظلم والكراهية..

 

(٧)

“دليلُ حليمة للحياةِ السليمة” عبارةٌ كتبتها على مفكرتها الجديدة، من أجل إضفاء لمسةِ مرحٍ ربما، في هذه المفكرة، ستنظم أفكارها، مشاعرها، مهماتها وجدول يومها.. كل شيء سيكون هنا! كانت حائرة بشأن أول ما ستكتبه، ثم حدّثت نفسها ممازحةً: “لنبدأ بنظرتي الحكيمة نحو الحياة، ربما عليّ تسميته بدليل حليمة للحياة الحكيمة” وضحكت بشدّة (لا أحد يعلم إن كان هذا ما يسببه المكوث مع الأطفال طوال الوقت) بعد برهة، أخذت نفسًا عميقًا وبدأت بالكتابة.. 

[ أولاً: على النساء أن يفعلن كل ما يستطعن لعيشِ حياةٍ بهيجةٍ طيّبة، وجعلِ أزواجهنّ رجالاً راضين مسرورين، وتربية أطفالٍ مهذبين وقانعين، وبالتأكيد، سعداء جدًا! وهذا يعني امتلاك الوقت الكافي لشحن الجسد بالطاقة، وإمداد النفس بالمتعة، وإعطاء كل ذي حقٍ حقه.. الصورةُ المثالية التي تودّ الأمهات الوصول إليها، يمكن بالفعل الوصول إليها! غير أن الطريق ليس “افعلي كل شيء على الوجه الأكمل” بل “اعملي بذكاءٍ لا بجهد” .. فهمتُ أخيرًا، لم تكن صديقتي ليلى امرأةً مرفّهة، بل ذكية، ولم تكن وعد مهملة، بل مرِنة ومتوازنة.. الأولى استعانت بمساعدةٍ منحتها كثيرًا من الوقت لنفسها ولأطفالها وزوجها مقابل بعض المال، والثانية؟ تغير أولوياتها كل يومٍ حسب الظروف والقدرة فكسبت راحة البال.. 

ثانيًا: للإنسان طاقةٌ محدودة، وعمرٌ يتناقص يومًا بعد يوم ولن يعود، فليقضه بشكلٍ جيد، لا داعي للذنبِ أبدًا! قد يغير الرجل سيارته بأكملها للحصول على ميزةٍ إضافية تمنحه الراحة أثناء القيادة، ويشتري الموظف أحدث الأجهزة ليُنجز عمله بأسرع وقتٍ وأعلى كفاءة، وأينما نظرت، فالبحث عن الراحة والسعي إليها بكل الوسائل مطلبٌ مشروع.. فكوني مرتاحةً تمامًا لطلبه، لكِ الحق الكامل.

ثالثًا: مجددًا “اعملي بذكاءً لا بجهد” واختصري المهماتِ كلها، حضّري الغداء ليومين، جهّزي بعض الأصناف لشهرٍ قادم، ليكن الاستماع خيارًا بدلاً من المشاهدة والقراءة، وليكن الاحتساب ديدنًا بدلاً من التحسّر والندب، توكيلُ المهماتِ داخل إطار الأسرة طبيعي، اطلبي مشاركة زوجك ودعمه، حضنٌ دافئ واحد بإمكانه أن يزيح عبء اليوم، عوّدي التوأم على: ترتيب السرير – جمع الألعاب – تفريغ سِلال المهملات تحت إشرافك – العناية بلؤي. وستتحسن الأمور، كل تلك المهمات الصغيرة، سيتولون زمامها تدريجيًا.. 

رابعًا: ما أنتِ بصدده ليس “فترة وتمر” ولن تعود حياتك القديمة، فتوقفي عن النظر للخلف والتطلع إليها والاشتياق لها والمقارنة بينها وبين الحاضر، لن تعود.. لأنكِ الآن تملكين حياةً جديدة بأولويات مختلفة. حليمة، حليمة، حليمة.. أحبّي ذاتك الآن، لنشتري ملابس جديدةٍ عملية، أنيقة ويسهل تنظيفها، لنتناول المقويّات بانتظام ونحرص على فطورٍ صحي، قهوةٌ أقلّ، ابتسامٌ أكثر، تفكيرٌ أعقل، ومشاعر أهدأ.. خذي وقتك في إتمام الأمور، ودعي نصب عينيك جودة الوقت والاستقرار، لكِ، ولأسرتك.. ]

ارتفع صوتُ شجارٍ مفاجئ، تمتمت: “سعدٌ وسعيد مجددًا” ثم أغلقت مفكرتها بعجلة، في طريقها لغرفة الأطفال، خطر لها أن هذه القواعد الأربع لا ينبغي أن تتجاهلها أبدًا حتى لا يُقال “عادت حليمة لعادتها القديمة”

وضحكت!

 

 

*

“المهمة التي تقوم بها الشمس على نحو دائم، ‏تقوم بها الأمهات على نحوٍ متواصل..”

تعليق واحد

  1. مَلامحُ غَيثٍ

    كما توقعتُ تمامًا، قصة هادئة، ولا أقصد بالهدوء ذاك الذي يخص السمع، بل ما يخص القلب، العقل مضطرب ومليء بلا حد، الأم راضية نسبيًا لكن العالم لا يرضى، الأم تودّ لو تسطيع الإحسان أكثر وهم يرونها مهملة بلا عزيمة… عجلة تدور بلا نهاية!
    كتبتِ معاناة كل الأمهات، قرأت تغريدة مرة بأن مهنة (ربة المنزل) تستحق راتبًا ككل المهن الأخرى، فهي الأصل، من تحت يدها يخرج كل التخصصات، ففعلًا هي مدرسة، وجامعة وروضة، لكن حسبهم أن الله يجزيهم، ولا يضيع عنده مثقال ذرة من شعور 🤍
    شكرًا ياسمين، شكرًا لأن قصتك تربيتة على كتف كل أم، وحضن، نبقى إناث تأسرنا كلمة، وتقوّينا نظرة، وتريحنا ابتسامة.

    Liked by 1 person

  2. موده

    I cried

    إعجاب

  3. زمرد

    ام لأول مرة ، كنت أسمع كثيرا أن الأطفال مسؤولية لا تنتهي ولا تصغر بل تكبر مع الزمن ولم أستوعب ذلك حتى أصبحت أماً لأول مرة ، أدركت أخيرا أن كل ماسمعته من احاديث عن المنزل والعمل الذي لا ينتهي والوقت الذي يركض دون القدرة على امساكه صحيحه ، صحيحه للحد الذي لم استوعبه إلا حين وقعت به ، أحكي من وسط تجربة مرهقة استنزفت طاقتي و جهدي ولم أشعر بالرضى عن نفسي رغم كل اجتهادي ، تدوينة قريبة من القلب والوضع ، قريبة جدا حتى أنني بكيت في منتصفها عندما قرأت “هي ليست حانقةً على دورها، بل مُتعبة من الركض، وهناك فرق هائل! إضافةً لذلك، في أعماقها، تشعر أن ذلك التعب كله؛ غير مرئي للآخرين.. في النهاية، من هي؟ امرأةٌ عادية.. لا يُخلف عَدْوها أثرًا يُرى”
    تملكني الحزن يوما و صدفة رأيت منشور انستقرام يتحدث عن الأمومه اندفعت وكتبت تعليقا قلت فيه”بعدما اصبحت اماً أدركت أنني لا أصلح أن أكون” فجآني تعليق كمواساة لطيفة تقول صاحبته” لم ترزقي بالأمومة إلا لأنك تستطيعين وقدها “

    Liked by 3 people

  4. قلتِ فنصَرتِ وطبطبتِ وأسكتِّ 🤍
    الله يبارك بالأم الحكيمة الحريصة الحنونة، الله يبارك جهود الأمهات ويقرّ أعينهنّ وقلوبهنّ بأبنائهنّ وبيوتهنّ 🤍

    Liked by 1 person

  5. رائعة يا ياسمين، وجدت نفسي بين سطورك بأكثر من موضع

    Liked by 2 people

  6. غير معروف

    هي ليست حانقةً على دورها، بل مُتعبة من الركض، وهناك فرق هائل! إضافةً لذلك، في أعماقها، تشعر أن ذلك التعب كله؛ غير مرئي للآخرين.. في النهاية، من هي؟ امرأةٌ عادية.. لا يُخلف عَدْوها أثرًا يُرى”

    أجمل مقطع شكراً ياسمينة قصة جميلة جداً وتلامس واقعنا كثيراً♥️

    إعجاب

  7. كما قال من علق قبلي ام جديدة و كأنك تصفين مشاعري بالامومة هل الامومة متشابهه لهذا الحد ؟

    Liked by 1 person

  8. aishah atiah

    أبدعت في القصة على الرغم من أنني لست أم إلا أنني عشت مع حليمة جميع التفاصيل ابدعتي🥹♥️

    Liked by 1 person

أضف تعليق